حملة
جديدة أطلقها مجموعة من الشباب في السعودية، أقل ما يمكن القول عنها إنها
ستثير سخط وغضب الكثير من النساء اللواتي ستشتعل الغيرة في نفوسهنّ خوفاً
من أن ينجر أزواجهن في هذه الحملة.
الحملة التي انطلقت مع بداية الإجازة الصيفية حملت عنوان "نبيها أربع"، أي
"نبتغيها أو نريدها أربع"، والتي اتخذت من موقع الفيس بوك مكاناً لها لجمع
أكبر عدد ممكن من المشاركين والأعضاء، وقد جمعت حتى الآن نحو 300 مشارك ما
بين مؤيد ومعارض.
ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن القائم على الحملة تركي الصاعدي قوله: "إن
الحملة تهدف لتصحيح النظرة الخاطئة المنتشرة في المجتمع السعودي تجاه تعدد
الزوجات"، مؤكداً بناء كيان الحملة على منظور الشريعة الإسلامية والسنة،
إلى جانب تركيز الحملة على تحفيز الشباب على التعدد للقضاء على العنوسة،
ومحاربة غلاء المهور، و تقليل تكاليف حفلات الزفاف الباهظة. وقال: إن فكرة
إطلاق الحملة جاءت بعد إقبال عدد من الفتيات على الزواج من غير السعوديين
بغرض الستر.
وأضاف الصاعدي "من هنا خطرت لنا فكرة إطلاق هذه الحملة"، عبر توجه الشباب
السعودي للزواج من أربع نساء للقضاء على العنوسة، واصفا إياها بأخطر
المشكلات التي تواجه المرأة السعودية, خاصة في ظل وجود عادات وتقاليد تفرض
عليها الزواج من أقاربها، وتندرج هذه العادات ضمن مسمى "العصبية العائلية
أو القبلية" التي يرى البعض أنها تهدد المجتمع السعودي.
من جهته، اعتبر العضو المشارك في الحملة إبراهيم الحاجي هذه الحملة أفضل
حملة أطلقت على الشبكة الإلكترونية، واصفا إقامتها بأنفع استخدام لهذه
الشبكة، ودافع عن عدم عدل بعض الأزواج بين زوجاتهم، مرجعا أسبابه إلى الجهل
بماهية العدل والحقوق الزوجية، نافيا استحالة تطبيقه.
لكن العضو أحمد العياشي نصح قبل التفكير في الزواج، بالخضوع أولا لدورات
مكثفة في تعاملات الحياة الزوجية، وأخرى في فن حل المشكلات والعدل والصبر
والتعاون، مؤكدا إمكانية التعدد بعد اجتياز ذلك لحل مشكلة العنوسة.
وعلق الشاب المؤيد للحملة طلال فارس بقوله: "رأيي الشخصي أتزوج أربعا من
أجل تحقيق أهداف كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر: القضاء على
العنوسة، والقضاء على ارتكاب المحرمات، وتجنب معصية الله، وزيادة في الحركة
الاقتصادية وزيادة تعداد السكان". وقال الشاب عمر باحكيم مؤيدا: "إذا كانت
القدرة موجودة، فأين الخطأ".
وعلى الطرف الآخر عارضت الفتيات الفكرة بشدة، وقالت عبير الشمري "لا
ينقصنا مطلقات ومريضات نفسيات" ومعارضتها ناتجة عما وصفته بالتصرفات
الصبيانية للأزواج. وأكدت أنها تفضل فوات قطار الزواج عليها عن أن يدهسها.
وبررت العضو المعارضة سارة الفراري رفضها للتعدد بندرة الرجال العادلين،
وعدم توفر القدرة المادية للرجال، مستنكرة التفكير في التعدد في ظل
الاقتصاديات المتدنية. وأشارت إلى إباحة الإسلام للتعدد بشروط وضوابط بينها: العدل بين الزوجات، والقدرة على الإنفاق، مؤكدة
بقولها "يا حسرة ياليت الواحد يلاقي الحين مصروف لنفسه"، ودعت الرجال إلى
الاهتمام بالواجبات المكتوبة عليهم أولا، قبل التفكير في تطبيق السنة. أما
العضوة المعارضة بشكل قطعي للحملة منال خالد فقالت "أنا عن نفسي لن أرضى..
بكل تأكيد".
من جهتها، قالت الأخصائية النفسية تهاني العمودي: "لا يقف أحد ضدّ أي حكم
سنّه الإسلام أو شرعه، إلا أنه في ظل الحياة الاجتماعية التي يعيشها
المجتمع السعودي وما نشاهده من مشاكل اجتماعية تشكّل ظواهر خطيرة على
المجتمع يجب البحث عن المصلحة العامة ومصلحة الفرد.
وطالبت العمودي بإعادة تأهيل المجتمع لمعالجة قضاياه كافة, قبل الدعوة إلى
إطلاق حملة لتعدد الزوجات، وقالت: "لا نحل مشكلة بمشكلة أخرى، فالتعدد
مشروع ولكنه يستوجب العدل". ونبهت إلى ضرورة طرح تساؤل حول وجود العدل مع
التعدد أم لا, وبررت ذلك بأنه إذا كان الزوج يعاني من مشاكل هو وزوجته في
بيت واحد! فما بالك إذا كان له أكثر من زوجة