يؤكد علماء الإجتماع أنّ الخيانة الزوجية مشكلة إجتماعية تؤرق العديد من النساء، وتدفع بهنّ إلى دائرة من الشك والتخوف من المستقبل، أمّا أسبابها فتتمثل في تزايد الأعباء النفسية والإجتماعية والإقتصادية على الرجل، مما يدفعه إلى التفكير في امرأة أخرى تكون ملاذاً أو هروباً من المسؤولية، لكن الأسباب الحقيقية لإتّخاذ الرجل عشيقة تعود إلى جذور العلاقة الزوجية وعدم الإنسجام بين الزوجين فكرياً أو عاطفياً مما يدفع بهما إلى العيش في فراغ مشترك يقودهما إلى خلافات متعددة تكون بداية للإنهيار الأسري.
ومن وجهة نظر علماء الإجتماع، تعتبر المرأة أحد أهم الأسباب التي تقود الرجل إلى احتضان عشيقة لعدة أسباب، منها إنشغالها الدائم في شؤون المنزل وتربية الأطفال بعد الزواج من دون الإلتفات إلى تجديد مظهرها وتنمية ثقافتها. وهذا ما يجعل الرجل الشرقي ينصرف إلى امرأة أخرى بحثاً عن التحديد والمتعة. حجة تبرر خيانة الرجل وحده!.
أمّا لماذا تتحوّل المرأة إلى عشيقة؟ فالموضوع أكثر حسّاسية في المجتمعات العربية التي توصف بأنّها مجتمعات تقليدية ومحافظة في أغلبيتها. ولعل العنف النفسي والجسدي الذي يمارسه الرجل ضد المرأة، كحرمانها من إبداء رأيها أو الإعتداء عليها، أو حتى تهميشها إجتماعياً، من الأسباب التي قد تدفع بعض النساء إلى البحث عن رجل متزوج في أغلبية الأحيان، لكن ليس من السهل أن تحمل المرأة صفة العشيقة لأنّها تبقى وصمة عار تلاحقها وتلاحق أسرتها بكاملها، فالعشيقة أو الخلية في العالم العربي شيء، وفي أميركا وفرنسا شيء. والرجل العربي يميل عموماً نحو العشيقة لسببين أساسيين: أوّلهما أنّه يعتبر صاحب الحق التاريخي في الخيانة، وكذلك في النص والتشريع، وثانياً كوننا نعيش في مجتمع ذكوري، وما يحق للرجل لا يحق للأنثى وتبقى المرأة أو الزوجة للإنجاب، والعشيقة للحب والكمال والمتعة.
- عشيقة نعم، زوجة لا.. هل استمر أم اتركه؟
تقول هيفاء، وهي سيدة مطلقة وعلى قدر الجمال: "تعرفت إلى رجل متزوج وليس لديه أبناء، وتطوّرت العلاقة بيننا إلى درجة الحب الشديد، هذا على الأقل من ناحيتي. وفي كل مرّة نلتقي، يبدأ في الشكوى والتذمر من زوجته، إلى درجة يصل فيها أحياناً إلى إهانتها، ويصر على أن أبقى العشيقة بحجة أنّ الموضوع لا يتعلق به وحده ولكن بزوجته أيضاً، ويقسم لي أنّه لو لم يكن متزوجاً لتزوج بي فوراً من شدة حبه لي، لقد سئمت حقاً من أقواله وأريد أن أنهي علاقتي به ولكنني لم أستطع حتى الآن لأنني أحبه".
وعلى رغم عشق الحبيبة إلا أنّ الدين دخل في أساس العلاقة.
"ولم أعد أريد أن تكون هناك أية علاقة خارج إطار الدِّين والشرع، لذلك أصر على الزواج به خصوصاً أنّ الشرع أباح تعدد الزوجات، ثمّ لماذا يعتقد الرجال أن مصاحبة واحدة غير زوجته حلال، والزواج منها يجرح مشاعر زوجته؟ أي منطق غريب هذا الذي يحلل للرجل أن تكون له أكثر من عشيقة، ولا يحق للمرأة أن تكشف عن وجهها أمام زوجة العشيق!".
بالنسبة إلى علماء النفس، المسألة أكثر من واضحة: فالشرع أباح تعدد الزوجات لكنه كان حكيماً، فلم يكن التعدد بلا حساب. والآيات القرآنية واضحة وصريحة في ذلك تماماً، أما بالنسبة إلى المشكلة الواردة أعلاه فالمشكلة، في رأي الشرع، في الرجل الذي يرفض الزواج ليتخذ منها خليلة وحسب.
ويعتبر علم النفس أنّه من حق كل امرأة أن تحلم بالزواج من رجل يحبها ويملأ حياتها، لكن أن تسعى إلى ذلك على حساب امرأة أخرى غافلة عما يفعله زوجها، فهذا في حد ذاته باطل وحرام!.
ويصنف إختصاصيو علم النفس هذه الفئة من الرجال بالمخادعين خصوصاً أنّهم يبررون خيانتهم لزوجاتهم وإتّخاذهم عشيقة بالشكوى من زوجاتهم وحجة الأولاد لتبرير رفضهم فكرة الزواج من العشيقة. وهذا أكبر دليل على كذبهم وخداعهم، واللافت أن سلبية العشيقة وإصرارها على الزواج تساعد الزوج على التأكد من التمسك بها من دون أن يخسر شيئاً. فحياته هادئة وهانئة ومستقرة وإن ادعى عكس ذلك. وهي، أي العشيقة موجودة كينبوع من الحنان المتدفق الذي لا يستحقه، لأن من يحب يعطي، ويبذل الغالي والرخيص من أجله. عكس ذلك يكون شخصاً أنانياً، وإذا قرر إتّخاذ العشيقة زوجة ثانية فهي حتماً لن تسعد معه لأنّه يرفض فكرة الزواج، وما اتخاذه قرار الزواج من العشيقة إلا للتستر على الخليلة تحت ستار العرف والدِّين!
بعض السيدات يثقن بأزواجهنّ ثقة عمياء، لكن هذه الثقة ليست دليلاً على وفاء كل الأزواج، فبعضهم يتقن فن التمثيل والإخراج حتى لا يثيروا الشك في نفوس زوجاتهم بفضل تصرفاتهم المحكمة، لكن حبل الخيانة قصير، ويمكن للزوجة بقليل من الذكاء أن تكتشف خيانة زوجها، من دون أن ننكر أنّ البعض يصر على التغاضي عن خيانة أزواجهنّ!
ويروي الكاتبان "سميث ودو" في كتاب "الأشياء التي لا يريد الرجال أن تعرفها النساء"، أنّ هناك بعض الدلائل التي تشير إلى عدم إخلاص الرجل في علاقته بالمرأة، ومن خلالها يمكن أن تكتشف أن وراء بابها عشيقة تتسلل في غيابها إلى سريرها الزوجي.
هل تريدين معرفتها؟
* التظاهر بعدم ملاحظة أية امرأة جميلة تسير بالقرب منه، مما يعني ادعاءه بأنّه سئم النساء وشبع من المغريات حتى يكسب رضا زوجته ولا يثير غيرتها.
* لجوء الزوج إلى مساعدة زوجته أحياناً في أعمالها المنزلية البسيطة من دون أن تدعوه إلى ذلك وبغير عادته، والإعراب عن حبه بطريقة غير متوقعة أو معتادة، مما يدل على أنّه يشعر بالذنب بسبب علاقة خارجية مع امرأة أخرى.
* عدم شعور الرجل بالقلق أو الغيرة عندما تعرب زوجته عن إهتمامها وإعجابها بشخص آخر، لأنّه في هذه الحالة يشعر بأنّ هذا الأمر يخفف من الشعور بالذنب بسبب انحرافه.
- أدلة تقطع الشك باليقين:
ويمن للزوجة أن تتأكّد من شكوكها إذا لاحظت على زوجها أحد الأعراض التالية:
* إذا كان الزوج أكثر تلبية لمتطلبات زوجته وعائلته، وذلك بسبب شعوره بالذنب خصوصاً في بداية علاقته بأخرى. لكن هذا الشعور ينتهي عادة بعد فترة من ممارسة الخيانة.
* شراء الهدايا للزوجة بمناسبة أو من دونها.
* يصبح الزوج كثير الشجار، ويفتعل أي خلاف لمغادرة المنزل.
* تغيرّ حاله بين لحظة وأخرى، بحيث يبدو سعيداً ومرحاً تارة، وحزيناً تارة أخرى، ويحصل ذلك في كلتا الحالين من دون سبب معروف، فالزوج الخائن يحاول أن يجعل العلاقتين متوازيتين بشكل طبيعي، ولأن تحقيق ذلك صعب، إن لم نقل مستحيلاً، نجد أنّ المشاكل من أي طرف تؤثِّر في حياته الأخرى.
* يصبح الزوج أكثر ميلاً إلى الصمت ولا يتفاعل مع زوجته بمشاعره، ولا يفتح أي حديث.
* تظهر عليه ملامح الشعور بالذنب إذا قامت بأية بادرة حب، أو تصرف إيجابي يعبر عن إهتمامها به ومحبتها له.
* يفضل مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب على الحديث معها في أثناء وجوده في البيت.
* يقل إهتمامه بأطفاله، وغالباً ما نجد الأبناء يتساءلون "ماذا حدث لأبي؟ فهو لا يبدو على عادته" في إختصار، هم يشعرون باختلافه وتغير طباعه.
* يصاب الزوج بالعصبية والنفور عندما تسأله الزوجة الأسئلة التي اعتادت طرحها عليه مثل، إلى أين تذهب؟ ولماذا تأخرت؟
بالنسبة إلى إختصاصيي علم الأسرة فإنّ التصرفات الأكيدة التي يمكن التنبؤ بها عندما يخون الرجال تتمثل في شراء هدية باهظة الثمن من غير مناسبة.
وفي دراسة أجرتها كاتبتان أميركيتان مطلقتان على أكثر من مئة رجل وامرأة، ودرستا فيها سلوك رؤساء وأمراء ومحامين وممثلين وبائعي سيارات مستعملة وعمال نظافة، أظهرت أن ما يقارب نسبة 35% من الرجال غير مخلصين في زواجهم، ومنهم من مر على زواجه أكثر من 20 عاماً.
واكتشف الكاتبتان أن كل الرجال الخائنين يتبعون النموذج نفسه فيما يتعلّق بالخيانة الزوجية، كما لو أن هنالك نصاً مكتوباً يتبعونه. وتقول لاندر: "نحن نسمع العبارات نفسها مرة تلو الأخرى، فالرجال يفعلون ويقولون الأشياء نفسها، وبالترتيب نفسه عندما يكونون غير مخلصين".
ومن الإشارات التي تدل على إقامة زوجك علاقة مع أخرى افتعاله للجدال، وغالباً بسبب أمور تافهة، إضافة إلى تلميحاته بأنك في حاجة لزيارة طبيب نفساني، وقد يبدأ الزوج الخائن في انتقاد مظهرك وعملك والطريقة التي تديرين بها المنزل، مع إنكاره الدائم وجود مشكلة أو مواعدته امرأة أخرى، فضلا عن ذلك سيصبح أكثر تكتماً حول عمله وأموره المالية، وبالتأكيد هاتفه النقال.