سأل طفل (11 عاما) وهو يقف على صخرة السرايا، والده عن تاريخ سوق عكاظ، فرد عليه بأن تاريخه يعود إلى 1900 سنة، فاستغرب الطفل وسأل (والأمل يملأ عينيه) وماذا سيكون هذا السوق عندما أصبح كبيرا مثلك يا أبي، فأجابه بابتسامة عريضة قائلا: سيكون هذا السوق مدينة كاملة متكاملة.. تتعلم فيها.. وتسكن تحت قببها.. وتزور معالمها.. وتصطحب زملاءك لجولة في أروقتها. فذُهل الطفل الصغير من حجم هذا الحديث وقال لوالده هذا حلم، فقال له والده: “الفيصل يقول الحلم يصبح حقيقة إذا أردنا الوصول إلى العالم الأول”.
“مدينة سوق عكاظ”.. حلم بدا يلوح في الأفق منذ بضعة أشهر، ولكن حقيقته بدأت تتجسّد على أرض تُقدّر مساحتها بـ 10 كيلومترات مربع في شمال الطائف وستكون مجاورة لمطار الطائف الدولي والذي ستشهد مدرجاته في قادم الأعوام وصول مئات المفكرين والأدباء لساحته والتي سيرى منها قبب عكاظ ومنابره التاريخية.
أقدم اليوم لكم تفصيلا كاملا عن مشروع “مدينة سوق عكاظ”، وماذا سوف تكون عليه هذه المدينة في مستقبل الأيام.
تاريخ عكاظ
يمثل سوق عكاظ إرثا تاريخيا تفتخر به المجتمعات الإسلامية، قبل العربية، وقبل المجتمع السعودي على وجه الخصوص، كونه يشكل حضورا لافتا في الذاكرة العربية والإسلامية، حيث تقول الكتب التاريخية إن سوق عكاظ بدأ قبل الإسلام، واستمر حتى نهاية العصر الأموي، وزارها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أعمامه، وبعد نزول الوحي زارها عليه الصلاة والسلام.
وتكشف الكتب ذاتها أن عكاظ كان سوقاً حافلة بكل أنواع النشاط التجاري، ومنتدى ثقافيا تُعرض فيه حوليات الشعراء في احتفالات كبرى، وملتقى اجتماعيا يلتقي فيه القاصي والداني، مما صنع شهرتها على مر العصور، وجعلها باقية في ذاكرة الناس إلى الوقت الحاضر.
ومن تحت قبة عكاظ خرجت عيون الشعر والنثر العربي القديم، وباسمه اقترنت أسماء لامعة في الثقافة العربية كالنابغة الذبياني، وقس بن ساعدة الأيادي، وذي الأصبع العدواني، والخنساء، وغيرهم.
فكرة تطوير السوق
انطلاقا من الأهمية التاريخية لهذا السوق والمكانة السياحية لمحافظة الطائف، فقد اهتمت الهيئة العامة للسياحة والآثار بهذا المشروع الهام الذي يحظى باهتمام خاص من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ويعكس رؤية تطوير هذا السوق ليكون فعالية اقتصادية وثقافية حديثة، وموردا اقتصاديا واستثماريا يحقق التنمية المستدامة لمحافظة الطائف على مدار العام، وهو ما تعمل عليها الهيئة وشركاؤها، في إطار خطة إعادة رونق الطائف ووضعها في مكانها الصحيح على خارطة المواقع السياحية، وإحداث النقلة اللائقة بأولى المصائف السعودية.
ويمثل هذا المشروع إحدى الشراكات المميزة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة الطائف ووزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات الأخرى.
عناصر مدينة عكاظ
تركزت فكرة تطوير سوق عكاظ ليصبح “مدينة سوق عكاظ”، على وجود عدد من العناصر التي يربط بينها محاور رئيسية وشوارع وممرات وميادين وساحات، في نسيج عضوي يشكّل “مدينة سوق عكاظ”.
وأهم هذه المحاور والميادين “جادة عكاظ” التي تبدأ من المدخل الرئيسي والميدان العام، ثم تمر بميدان خادم الحرمين الشريفين، وتنتهي بمسرح قبة النابغة، وجادة الفنون الإسلامية، وجادة الأدب العربي، وجادة الطبيعة، وميدان الفروسية والصحراء.
وفيما يلي التصور الكامل لـ “مدينة سوق عكاظ”:
الميادين والمدخل العام
* المدخل الرئيسي للمدينة
* ميدان كبير باسم الميدان العام
* ميدان خادم الحرمين
* جادة عكاظ الرئيسية
* مسجد جامع كبير
* جادة الفنون الإسلامية
* جادة الطبيعة
* جادة الثقافة العربية
* جادة الأدب العربي
* طريق قوافل الجمال
المراكز العامة
* مركز عكاظ الترفيهي
* مركز قناة عكاظ الإعلامية
* مركز الفروسية
* مركز عكاظ الرياضي والاجتماعي
* مركز الحرف اليدوية
* مركز الأزياء العربية والإسلامية
الحدائق والمزارع* حديقة ترفيهية عامة
* حديقة الصخور
* مزرعة الزهور
* مزرعة الفواكه والتمور
* مزرعة العسل
* واحة عكاظ الثقافية
الكليات التعليمية والمستشفيات
* مستشفى عكاظ العام
* كلية السياحة والفندقة
* كلية الفنون الجميلة
* كلية الأدب العربي
الفنادق والمسارح والقاعات
* مسرح قبة النابغة
* مسرح ومتحف عكاظ الأثري
* فندق الصخور
* قاعة المؤتمرات وفندق (5) نجوم
الأحياء السكنية
* الحي العراقي
* الحي المصري
* الحي الشامي
* الحي الأندلسي
* حي الجزيرة العربية
* مجمع المدارس التعليمية